كذلك هناك جانب آخر- أيضًا– يمثِّل خطورة كبيرة جدًّا، ويصل في خطورته إلى مستوى مقارب لهذه المشكلة، وهو مشكلة الكتمان للحق وللهدى: هناك من يأتي ليشتغل بافتراءات- بحسب ما وضحناه- في اتجاه اختلاق لما يقدم كمحسوب على الإسلام وتحريف للمفاهيم، وهناك- أيضًا في المقابل- من يسكت، من يصمت، من يكتم الهدى والحق، في المقام الذي تكون فيه الأمة أحوج ما تكون إلى التبيين، إلى التوضيح، وإلَّا إما ضلت، أو ظلمت، وظلمت بالضلال، أو ظلمت في الواقع العملي والحياتي.
الكتمان- أيضًا- يمثِّل مشكلة خطيرة جدًّا، وعانت الأمة بسببه معاناة كبيرة جدًّا، الله يقول في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ∗ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159
اقراء المزيد